الأشباح تٌغنّي في شقة ذكرى

لا يمكن إرجاع بعض الجرائم إلى مرتكبها ، لذا فهي تظل في الهواء ، ولا يستطيع القانون الكشف عنها ، ولم يتواصل أي شهود مع الجاني. ومع ذلك ، لا يزال انتقام الله قادرًا على الانتقام من المجرمين الفاسقين دون أي شخص آخر ، لأن البيئة تساعدهم على الهروب من فخ الاعتقال وتنسى أن عدل الله لا يعرف تعبير "ضد المجهول".

فور بث خبر المجزرة الدموية في منزل رجل الأعمال الشهير أيمن السويدي على العقار رقم 23 أ بشارع الزمالك مزار أصيب الرأي العام العربي بالصدمة .. والسؤال المحير لماذا قتل رجل الأعمال؟ زوجته الفنانة التونسية ذكرى أولاً ، ثم قتلت أفعال المدير وزوجته ، وحصدت هذه الأرواح بمدفع رشاش ، ثم انتحرت برصاصة في فمه؟ ! ومن بين عشرات المواطنين الذين سمعوا من خلال نيابة قصر النيل ، انتشر البعض أن دوافعهم سياسية لأن المغنية ذكرى غنت نغمة أساءت لقادة الدول العربية ...وشاع آخرون أنه كان بدافع ديني لأن ذكرى سُفك دماء على يد كاهن بعد مقارنة نفسها بنبي ... وأنكر المقربون من ذكرى وزوجها أن تكون الجريمة بدافع الشرف ، ولكن بسبب غيرة التاجر المجنونة له. زوجة ، أكده الموسيقار هاني مهنا. واستمر أصدقاؤه الليلة حتى الفجر ، وانتهوا أخيرًا بموت الجميع ...

 وبحسب شهادة الخادمتين فإن الممثلة كاوتال رمزي كانت حاضرة مع أربعة أشخاص في مكان الحادث وطردها رجل الأعمال قبل الحادث بدقائق ... لماذا طردها ولماذا أيمن السويدي؟ تكرهها بينما زوجته تحبها وتواسيها؟ ! أجاب الاستطلاع على هذا السؤال!

قال الموسيقار هاني مهنا إن كوثر مشهورة بقراءة الكؤوس ، ولهذا اكتسبت الكثير من الصداقات في عالم الفن من أناس مهووسين بالغيب ويتنبأون بالمستقبل ... كما أكد الاستطلاع أن ذكرى شغوفة بكوثر. الصداقة ، وللسبب ذاته ، استمرت في دعوتها لزيارتها ، خاصة أن ذكرى شعرت أن حياتها الأسرية مهددة مرات عديدة ، وأن زوجها سيدمر نجاحها وشهرتها ومجدها ، وحققت هي وزوجها هذه الأهداف. لقد كان يشعر بالغيرة من دون سبب ، لذلك أرادت أن تعرف كيف سترد الكأس على أسئلتها ومخاوفها من كوتال! ورفض أيمن السويدي هذا التصرف ووصفه بالكاذب ، وشكك في ما قاله كوثر لزوجته ونسبه إلى الفنجان.

كانت كوثر الوحيدة التي حضرت الساعات واللحظات الأخيرة قبل المجزرة ... لهذا سألها المدعي العام بالتفصيل عما حدث في تلك الليلة الرهيبة ... فقالت:

* دعتني لحضور حفل افتتاح مطعم زوجها الجديد السيد أيمن. اعتذرت وقبلت ذكرى اعتذاري عن انشغالي بدوري في إحدى المسرحيات ، لكنها عادت بعد دوري وطلبت مني الذهاب إلى منزل أيمن ، ثم علمت أنها وزوجت السيدة خديجة معًا ، وصلت زوجة مدير أعمال أيمن إلى الحفلة ، ثم دخل أيمن في خلاف في ذاكرته ، وكاد الشخص المدعو أن يشعر بما حدث بينهما ، وتركت الذكرى في صحبة كاتيغا ، ثم عادوا إلى المنزل. في الوقت نفسه ، اتصلت بي ذكرى للحضور لأنها كانت متوترة للغاية وتحتاج إلى التحدث معي. وبالفعل ، بعد انتهاء دوري في المسرحية ، هرعت إليها والتقيتها أمام زوجة أيمن مدير الأعمال. أخبرتني ذكرى أن زوجها عاد إلى شكوكه وجعلها تكرس نفسها للمنزل وله ، متناسية قصة الفن والمهرجانات ، فاضطررت لترك الحفلة حتى لا يشاهدها الناس ... بدا أنها كانت خائفة ، لأن أيمن لم تعد بحالتها الطبيعية ، ربما كانت تشرب بكثرة.ربما لم يشرب ، كانت حالته العقلية هي التي جعلته يبدو ضائعًا! وبينما كنا نتحدث زكلا وكاتيجا جاء أيمن مع مدير أعماله ولا أعرف لماذا فتح أيمن الهاتف عندما رآني. لقد كان غير طبيعي بالنسبة لي ثم سمح لي بالدخول إلى إحدى الغرف لأنه أراد مواصلة الحديث عن شؤون الأسرة مع زوجته ولم يكن يريدني أن أكون حفلتهم. في مواجهة اندلاع غضبه ، نهضت بالفعل ودخلت غرفة بعيدة عن الباب ... لكن صوت الشجار وصل إلى أذني ، وبدا صوت أيمن واضحًا جدًا ، وحذر زوجته من الاستمرار في التمرين. الذهاب ليلا عطلة السفر وعلاقتها ببعض الناس ... كانت الذكرى تصرخ ، ورفضت الإهانة التي وصلت إليها. إن سلوكها وعلاقتها بمدير أعمالها وبعض الأشخاص في البلد الذي يقام فيه المهرجان متشككون إلى حد ما. في الذاكرة. بدا وكأنه يتذكر أنني كنت في الشقة ، لذلك ركض وطلب مني مغادرة هذا المكان على الفور ... ما فاجأني هو أنه خلع حذائي عن الأرض وألقى بهما على باب الشقة. .. ثم خرجت وأمسكت بنفسي .. مرتاحة .. لكن فيما بعد علمت أنني في عمري في هذه الحياة. .

* لماذا يحرص أيمن السويدي على مغادرة المنزل؟ !

** ربما ظننت أنني سأخبر زملائي في عالم الفن بما سيحدث لزملائها الذين تعاطفوا مع ذكرى وتعاطفوا مع زوجها بسبب غيرتها المجنونة.

* أثناء الشجار أين كان مدير أعمال أيمن وزوجته؟

** انزعجت خديجة من شك أيمن في زوجته وصرخت في وجهه أن زوجته أشرف من شرفها ، فيفقدها ثم يندم عليها. مدير أعماله يدافع أيضًا عن ذكرى ويطلب من أيمن عدم التنازل عن مزاعم أنه لا يستطيع الاعتذار لاحقًا ... أعتقد أن هذا هو سبب تراخي أيمن مع مدير أعماله وزوجته خديجة ، مما دفعه لقتله. الزوجة بعد قتلهم.

* كيف ردت ذكرى على إهانات زوجها؟ !

** حاولت أن تجعله يفهم أن طبيعة عملها هي التي فرضت عليها هذه السلوكيات ، فالمجتمع كله يعرف سلوكها ، وتحبه بجنون وتحافظ على شرفها وشرفها. بعد أن دخل أيمن غرفته وعاد بمسدس وبندقية آلية ، قتلت رصاصة ثلاثة أشخاص!

وصية

كانت إحدى القضايا المحيرة في التحقيق هي الرسالة المكتوبة بخط يده إلى شقيقه محمد والتي وجدها المحقق في خزانة أيمن السويدي. فإنه ينص:

أخي محمد:

- أحذرك من التعامل مع مدير أعمالي عمرو الخولي لأنه شجعني على الاقتراض من البنك واستغل علاقته ببعض مسؤولي البنك لتوجيه ضربة قاصمة لي ، حتى تعثر أخيرًا وسقط في أ. أزمة مأزق خطير.

أحذرك يا أخي ألا ترتكب نفس الخطأ. تجنب كوارث الاقتراض. ستجد في هذه الرسالة كلمة المرور الخاصة بخزانتي وكلمة المرور لحقيبتي ، والتي تتضمن دفاتر الشيكات والمستندات وجميع المستندات المهمة جدًا. في هذه الرسالة ، ستجد أيضًا عناوين قطع الأراضي التي تخصني ، ولا أحد يعلم أنها تخصني وأنها تقع في الإسكندرية.

- أقترح عليك يا أخي أن تعتني بزوجتي السابقة السيدة لبنى ، وتعتني بابنها ووالدتها ، ولا تحرمها من أي أموال مقابل الدم المتدفق في عروقنا. أحتاج ... أعرف الآن قيمة هذه السيدة والأوقات الطيبة التي عشت معها. هي من اعظم النساء في المغرب ... واسمها الحقيقي نادية او اسمها الشهير "لبنى" مازال اسمي المفضل.

اخي العزيز انت اقرب انسان في قلبي اذا علمت اني وافيت من جهة فذلك بسبب حالتي النفسية السيئة وكذا ديوني الضخمة والمطالبات البنكية. من فضلك لا تكن حزين. لا تنزعجني وفاتي ، أنصحك ببيع الأرض التي اقترحتها عليك ، واستغلال أسعارها ، والاستمرار في العمل ، فربما يكون وضعك أفضل من حالتي ، فاستخدم حياتك لتعويض موتي.

هذه الرسالة أشبه بقنبلة في التحقيق ، لذلك قرر أيمن أن يعترف بخط يده لينهي حياته. لكنه بدا مترددًا إلى أن أدت غيرته من زوجته وآخر حديث بينهما إلى اندفاع أيمن لتنفيذ قراره ، لأن احتمال الوجود المتزامن للضغط الاقتصادي والعاطفي لم يعد ممكنًا. كما يمكن أن نرى بوضوح من الوصية أن هذه الرسالة تحمل الحب الحقيقي لأيمن وتشير بقوة إلى طلاقه المغربي ، والذي يبدو أنه ليس زوجته فقط.

وأخيراً وصف التحقيق جريمة أيمن بالانتحار ، واستمر التحقيق في مقتل زوجته ذكرى ومدير أعماله عمرو الخولي وزوجته خديجة. أذن النيابة بدفن الجثة. لكن حادثة ذكرى لم تنته هنا ، إلا بعد فترة وجيزة ، بدأ الناس والجيران وحراس الأملاك يؤكدون أن الأشباح تعيش في الشقة ، والعفاريت ترفرف فيها ، وقد أحضروا تقريرًا بهذه القصص المثيرة والغريبة.

قصة شبح

وقدم التقرير محمد السويدي شقيق رجل الأعمال الراحل أيمن ، وقال في التقرير إنه طلب من النيابة العامة السماح له بفتح الشقة وعد محتوياتها ، خاصة كما قال بعض الجيران وحراس الأملاك. أن نوافذ الشقة انفتحت وأغلقت فجأة ، ولم يستطع فتح أي نوافذ إلا من الداخل. كان يشعر بالقلق من أن الشقة ستُسرق ومحتوياتها ستُنهب.

كما قال الجيران وحراس الأملاك إنهم لاحظوا أن مصعد المبنى غالبًا ما يصل إلى الطابق الثاني دون أي نداء من السكان ، وتجنبوا الاقتراب من الطوابق التي تقع فيها المجازر الدموية لشقق تشيكلا وأيمن. من يتصل بالمصعد في هذا الطابق؟ !

قال بعض الحراس إنهم سمعوا غناء بعد منتصف الليل ولم يسمعوا نباح القطة حتى الخامسة أو السادسة صباحًا. على الرغم من أن الجميع يحاول تبديد مخاوفهم وطمأنة أنفسهم من خلال تصوير ما يحدث على أنه هلوسات وأوهام لا أساس لها في الواقع ، حيث يتحول الحراس والموظفون باستمرار ، فإن تكرار الأحداث يقنعهم بأنهم كل ما تسمعه وتراه صحيحًا. وحقيقة لا شك فيها!

وافقت النيابة على تمرير محققي قسم قصر النيل لمقاطعة رد واكس وإعادة فتح الشقة ... حاصر الجيران وأمن الممتلكات هناك الشرطة وطلبوا منهم عدم إغلاق الشقة بعد جرد محتوياتها حتى تشغيلها. الراديو لتشغيل القرآن وإبقائه مفتوحًا. كما أكد حارس الأمن الذي فتح الشقة وبعض الجيران أن بعض الحجارة ألقيت منهم على الطريق العام من النافذة التي فتحت فجأة ، ثم أغلقت فجأة.

قال المحقق الذي فحص محتويات الشقة بعد إزالة الشمع الأحمر:

{... كنت أحد الأشخاص الذين فتشوا الشقة بعد المجزرة. في ذلك الوقت ، رأيت جثث أربعة قتلى ، يفتشون الشقة شبرًا بوصة. لم أكن خائفًا على الإطلاق ... لكن هذه المرة عندما دخلت الشقة ، كانت الساعة تقريبًا بعد الظهر ، وهاجم الإرهابي أنا حتى لو خبأتها. لا تخبر الجميع هنا ... لم يتم تنظيف الشقة بعد وقوع الحادث ، ولم يتم فتحها منذ أن أمر المدعي العام بإغلاقها بالشمع الأحمر ... الأرضية عند المدخل عالق بالدم الجاف والذاكرة مبعثرة على الحائط والأريكة ، وقبل أن تسقط كانت ترتدي الأبيض مع خطوط حمراء عمودية. الأهم من ذلك ، كان شقيق أيمن محمد يتفقد محتويات الشقة لأنه كان قلقًا من أن الشقة قد تعرضت للسرقة ، لكنه وجد أنها سليمة. دخلنا أنا وهو إلى حجرة الذاكرة ، فتحت النافذة فجأة وتطاير الحجر منها ، واتفقت قلوبهم! نتأكد من عدم تمكن أي شخص أو حتى هبوب رياح من فتح هذه النوافذ ما لم يكن في الغرفة. لا يمكننا أبدًا التأكد من من فتح النافذة عندما لم يكن هناك أحد في الشقة.

لا يمكن للوثائق الرسمية اتهام العفاريت أو الأشباح ، لذلك تم إغلاق التقرير ، مؤكدة أن الشقة لم تتعرض للسرقة. هذه هي مسألة القانون والعدالة. لا تزال هناك تساؤلات حول هذا الشخص المجهول الذي يحرك المصاعد ويفتح النوافذ ويرمي الحجارة ويعزف الموسيقى ويجعل القطط تموء. اتفق الناس على أنهم أشباح وعفاريت ، وأغلق القانون الأرشيف ، وأصبحت الشقة من جديد محط الأنظار بعد المزاد ... قدر الخبراء أن السعر بلغ ثمانية ملايين جنيه لكن المزاد فشل. بعد سعر خمسة وانخفضت الشقق إلى أدنى مستوى ، ويصاب كثير من الناس بالذعر بعد نشر قصة الأشباح! للمرة السادسة ، تم بيع هذه الشقة مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني فقط ، وهو ما يقل بمقدار 2 مليون جنيه إسترليني عن السعر الفعلي ... لكن الجدير بالذكر أن الشقة كانت مزينة بشكل جميل ومليئة بالتحف. الغرض من السكن هو أن يصبح مستودعًا لشركة كبيرة ، ويؤكد بعض الجيران أن الخوف من هذا المكان الكامن في الطابق الثاني لا يزال قائمًا ... وستبقى قصة الأشباح لفترة طويلة ، ربما للأجيال القادمة .